آخر معارض الأعمال الصغيرة أقيم في قاعة ثقافات بالقطيف، وهي قاعة صغيرة نسبيا ومستوعبة أكثر من مائتي لوحة من الأعمال الصغيرة المساحة رخيصة الثمن، شارك بها أصحابها من باب التشجيع على الاقتناء، توقعت ليلة الافتتاح أن يتراكض الناس أو المقتدرون على الأقل، على شراء الأعمال التي بلغ أسعار بعضها 200ريال، ولأسماء لبعضها حضور في ساحة التشكيل في القطيف على الأقل.
أخذت موضة معارض الأعمال الصغيرة في الانتشار؛ بغية تشجيع العامة على الاقتناء، وبدأت الفكرة من جدة، وتبنتها لاحقا بعض المؤسسات الفنية الخاصة، بل وانتقلت العدوى الى جهات حكومية: كوزارة الثقافة والإعلام.
فكرة الأعمال الصغيرة مع تشجيعها للعرض وللاقتناء أو البيع، ابتعدت عن أهدافها واتخذت شكلا من التقليد لم يسهم كثيرا في دعم الفن، أو تشجيع الفنانين إلا القلة من الاسماء المعروفة، التي لا يتجاوز سعر أعمالها أو أعمال أي اسم مهما كانت شهرته 2000ريال، يحدث ذلك في اتيليه جدة الذي استطاع استقطاب الفنانين: عبدالله حماس، طه صبان، فهد الحجيلان وغيرهم، ما يصل بأعمال المعرض إلى قرابة الستمائة عمل، والاكثر من ذلك المعرض الذي نظمته اجنحة عربية وعرضها قرابة الألف عمل فني، وبسعر ألف دولار للعمل الواحد؛ ما دفع بكثير من ممارسي الرسم للمشاركة، ومن القاعة القبول بالعدد الكبير الذي أرادته شعارا لمعرضها أو فكرتها.
في العام 2000 أقامت المنصورية للثقافة والابداع معرضها «الفن للجميع» وكانت الفكرة للتيسير على المهتمين بالشراء، وجمعت المنصورية اسماء عديدة من مختلف مناطق ومدن المملكة، بل واستضافتهم لأيام، وفتحت معظم قاعات جدة لإقامة المعرض الذي تم الاقتناء منه بشكل كبير، وبدون تحديد المقاسات التي تضع الاعمال في خانة المصغرات، لم تكرر المنصورية الفكرة مكتفية بمعرض يتيم وناجح بكل المقاييس.
انتشرت الظاهرة في عدة مدن، بدون أي حساب للمستويات الفنية واختيار الفنانين؛ ما جعل بعض هذه المعارض اشبه باسواق الجملة او الحراج مع تكدس الأعمال وخنقها لبعضها البعض؛ ما يشوه الفكرة ويخرجها عن أهدافها الفنية البحتة التي ستساعد على الاقتناء حتما.

solimanart@gmail.com

اليوم